الهجوم الإسرائيلي على إيران "ينسف" وعود "ترامب الانتخابية"

وضعت الضربة الإسرائيلية المُدمرة على المنشآت النووية الإيرانية فجر الجمعة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في موقف حرج مع قاعدته الشعبية، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وزعمت الصحيفة الأمريكية أن الهجوم الإسرائيلي، أثار غضبًا شديدًا في القاعدة الشعبية لترامب، التي كانت تتوسل إليه في الأيام الماضية لمنع إسرائيل من شن مثل هذا الهجوم.

وحذر تشارلي كيرك، زعيم منظمة "Turning Point USA" والحليف المقرب لترامب، من أن الضربة على إيران "ستتسبب في انقسام هائل في حركة MAGA"، بينما اعتبرت مولي هيمينجواي، رئيسة تحرير مجلة "The Federalist" المحافظة، أن السماح بالضربة الإسرائيلية "سيُنظر إليه كخيانة لا تُغتفر من قبل ملايين الناخبين الأمريكيين".

وتساءل الناشط اليميني جاك بوسوبيك عن تأثير صراع شرق أوسطي جديد مع إيران على أسعار الوقود الصيفية، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، فيما أصر مات بويل من موقع "بريتبارت" على أهمية مقاومة ترامب للضغوط العسكرية، مؤكدًا أن "الرئيس يستمع إلى القاعدة الشعبية - وهذه أفضل صفاته".

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي

نفذت إسرائيل هجومًا جويًا استثنائيًا على إيران باستخدام 200 طائرة مقاتلة تمثل نحو 60% من طائراتها القتالية، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. شاركت في الغارات طائرات أمريكية الصنع من طراز إف-35 الشبحية وإف-15 وإف-16، كما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

أسقطت الطائرات الإسرائيلية 330 ذخيرة متنوعة على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية، واستهدفت العاصمة طهران وعدة مدن أخرى، شملت هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، ومقر الحرس الثوري، والمنشآت النووية الرئيسية، ومنازل كبار العلماء النوويين.

وأسفرت الضربات عن مقتل قادة كبار وعلماء، على رأسهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، والعالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، إضافة إلى نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال غلام علي رشيد.

موقف ترامب المتناقض

واجه ترامب انتقادات لاذعة من مؤيديه بسبب موقفه المتناقض، إذ أشاد بالضربة الإسرائيلية صباح الجمعة، وأكد الدعم الأمريكي المادي لإسرائيل، بعد أقل من يوم من طلبه منها التريث.

وسجل ساجار إنجيتي، مذيع برنامج "Breaking Points"، انتقادات حادة كتب فيها: "إسرائيل جعلت من الولايات المتحدة أضحوكة"، واصفًا الهجوم بـ"التخريب المتعمد لإجبارنا على الحرب"، قبل أن يوجه انتقاده مباشرة لترامب قائلًا: "ترامب وليس إسرائيل، هو من جعل منا جميعًا أضحوكة".

وأشار إنجيتي إلى مقطع فيديو من عام 2011 يظهر ترامب ينتقد الرئيس باراك أوباما، متهمًا إياه بأنه "سيبدأ حربًا مع إيران لأنه لا يملك أي قدرة على التفاوض"، مؤكدًا أن هذا المقطع كان يتداول بين أنصار ترامب كدليل على تناقض موقفه الحالي.

المعضلة الاستراتيجية

تشير "بوليتيكو" إلى أن ترامب يواجه الآن معضلة استراتيجية معقدة، إذ كان من المقرر أن تلتقي طهران مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لجولة جديدة من محادثات السلام يوم الأحد قبل أن تعلن طهران انسحابها من اللقاء بعد هجوم تل أبيب.

وعلق مات بويل من "بريتبارت" لصحيفة "بوليتيكو" قائلًا: "ما سيفعله الرئيس من الآن فصاعدًا قد ينتهي به الأمر إلى تعريف رئاسته، فعليه أن يوازن بين حماية أعظم حليف لأمريكا في المنطقة وهو إسرائيل، وتجنب جر الولايات المتحدة إلى الحرب".

محاولات التهدئة المتأخرة

رغم الضغوط المتزايدة، حاول ترامب في نهاية يوم الخميس تهدئة الأوضاع، عبر التأكيد على التزامه بتجنب صراع شرق أوسطي جديد، إذ كتب على منصة "تروث سوشيال": "نحن ملتزمون بالحل الدبلوماسي لقضية إيران النووية! لقد وجهت إدارتي بأكملها للتفاوض مع إيران".

لكن إسرائيل شنت ضربتها المدمرة بعد ساعات قليلة من هذا التصريح، مما ترك ترامب في موقف حرج أمام قاعدته الشعبية التي تتهمه إما بالفشل في ردع إسرائيل، أو بالموافقة سرًا على العملية رغم تحذيرات أنصاره.

 

التعليقات