لماذا يضحك البعض عندما يبكي الآخرون؟ "تفسير علمي لظاهرة محيرة"
ينزلق كثير من الناس إلى الضحك عندما يشاهد شخصاً يبكي أو يرى شخصاً يتعرض لحادث أو لموقف سيئ، وهو ما يسبب الحرج الشديد للشخص الذي يضحك حيث يبدو وكأنه مسرور للإصابة التي تعرض لها الشخص المقابل، لكن الحقيقة تختلف عن ذلك، والواقع أن هذه الظاهرة موجودة لدى كثير من الناس وهي أمر لا إرادي وله تفسير علمي.
وبحسب مقال كتبه الخبير النفسي الأميركي جون تشارلز، والذي يقدم النصح والمشورة في مجالات الضحك والفكاهة، فإن "ثمة صلة خاصة بين الضحك والبكاء، وهي صلة مربكة بعض الشيء".
وقال تشارلز في مقاله الذي نشره موقع "بي سايكولوجي توداي"، إنه في بعض الأحيان، يختلط التعبير عن العاطفتين، ولكن من أفراد مختلفين، حيث يستجيب أحد الأشخاص بالضحك لشخص آخر يبكي.
ويضيف: "للوهلة الأولى، يبدو هذا رد فعل قاسٍ إلى حد ما. وهذا هو الحال بالتأكيد في بعض الحالات. لكن إذا ركزنا على شخص يبكي نتيجة لسلوكه أو نيته الخبيثة، فهذا يعني أنه شخص يستحق الازدراء والعار، وهنا قد يكون الضحك عليه مبرراً بالفعل، ويهدف إلى تذكيره بأنه أكثر ضعفاً مما كان يعتقد ذات يوم".
ويتابع: "لكن الأمر يبدو أكثر إرباكاً عندما يكون كل من الضاحك والباكي على علاقة ودية، حيث لا يرغب الشخص الذي يعاني من ألم عاطفي أو اضطراب في أن يسمع ضحكة رفيقه رداً على ذلك".
وبحسب تشارلز، فإن البكاء عادةً ما يكون تعبيراً عن مستوى معتدل إلى شديد من الضعف الشخصي.
ويٌفسر تشارلز الضحك كرد فعل عن البكاء بأنه نوع من "الضحك الداعم" وهو شائع جداً بين الأصدقاء المقربين والزملاء وحتى المعارف الجدد.
ويضيف: "البكاء هو استجابة للاضطرابات العاطفية الإيجابية، حتى عند البالغين، فالفرح والفخر والراحة والابتهاج يمكن أن يدفعوا إلى البكاء بسهولة كما يفعل الحزن. وإذا كان البكاء الناتج عن ذلك غير مبرر، أو كان يستدعي الدعم الخفيف فقط، فيمكن أن يتم ملء هذا الدور بشكل جيد بالضحك".
ويستدرك تشارلز قائلاً: "بالطبع، في بعض الأحيان لا يتفق الباكي مع الضاحك. فالدوافع وراء الضحك ليست واضحة دائماً. وحتى التعبير الأكثر لطفاً ولطفاً قد لا يُستقبل بالروح التي يُعرض بها. وأظن أن مثل هذه التفسيرات الخاطئة تشكل استثناءً وليس قاعدة، وخاصة بين أولئك الذين يعرفون بعضهم البعض جيداً. ومع ذلك فإن من الأفضل الرد على الغرباء الباكين بضبط النفس حتى يمكن تقييم سبب دموعهم بالكامل".