كلهم في المركز الأول فمن هو الثاني؟

الكل يريد أن يُصبح الأول، وهذا قطعاً حق مشروع للجميع، لا أحد يملك أن يترصد للأحلام أو يمنعها، إلا أن الإنسان عليه ألا يستسلم للخيال باعتباره عنوان الحقيقة، تابعتم جانباً من «الماراثون» الدرامي الرمضاني والذي تستطيع أن ترى الوجه الآخر له ونحن نتابع «الماراثون» الأكبر لترويج الأكاذيب عن النجاح منقطع النظير، الذي حققه هذا المسلسل ودفع هذا النجم للقمة والتربع على مقعد الأكثر مشاهدة.

كثيراً ما أسأل نفسي، إذا كان كل هؤلاء النجوم قد احتل مسلسلهم المركز الأول، فمن هو إذن الذي جاء في المركز الثاني أو حتى الأول مكرر؟ لا تتعب نفسك لن تجد أحداً كلهم أوائل.

العشوائية في دُنيا الفضائيات صارت أشبه ما تكون بأسلوب حياة، إنه القانون المطبق بقوة في كل جنبات إنتاج الدراما والمنوعات، وهكذا بين الحين والآخر يتم الترويج لعدد من الأخبار تتورط «الميديا» أحياناً بحسن نية وغالباً بسوء نية في ذيوعها.

اضطرت إحدى شركات الإنتاج مؤخراً لتسريب خبر يؤكد أن عادل إمام وصل أجره إلى أكثر من 3 ملايين دولار عن مسلسله «عوالم خفية»، وذلك حتى تواجه الشائعة الأخرى بأن محمد رمضان في «نسر الصعيد» تفوق عليه وارتفع أجره إلى 2 مليون ونصف مليون دولار.

هل الناس يعنيها في التقييم صاحب الأجر الأعلى، هل يراجعون عدد المتابعين لهذا المسلسل على «اليوتيوب» وبعدها يحددون موقفهم منه.

لديكم يحيى الفخراني لم يضبط يوماً متلبساً بالحديث أنه الأول، رغم أنه الأول بالمشاعر والأحاسيس، أقصد قدرته على التواصل بهذا الوميض السحري بينه وبين الناس والذي يتجسد في آخر مسلسلاته «بالحجم العائلي»، فإنه يترك جانباً حديث الأرقام المليء بالألغام.

صفة الأول أو الأولى تضع صاحبها في مأزق مثلما حدث مع نبيلة عبيد، وهي بالمناسبة فنانة لها تاريخ عريض يعود لمطلع ستينات القرن الماضي، ولها أيضاً أفلامها الرائعة، إلا أنها حالياً لم تعد في الدائرة، حملت في الماضي لقب «نجمة مصر الأولى» كانت تفرضه على كل «أفيشات» الدعاية و«تترات» الأفلام، وبعد أن دار الزمن دورته، صارت تحرص بين والحين والآخر على أن تُقدم مسلسلاً إذاعياً في رمضان ليسبق اسمها لقبها الأثير «نجمة مصر الأولى» وكأنها تذكر جمهورها بالذي مضى.

إحدى المطربات قبل نحو عامين قدمت مسلسلاً رمضانياً لم يحظَ بالنجاح لا تجارياً ولا نقدياً فكيف واجهت الموقف؟

كانت تشترط للموافقة على إجراء حوار مع أي من المواقع الإخبارية المنتشرة أن يعلن مسؤول الموقع احتلالها المركز الأول في كثافة المشاهدة، وأيضاً كانت تسارع بتلبية أي دعوة تكريم طالما سيعلنون أنها الأولى.

بينما مثلاً محمد منير عندما قدم قبل نحو عامين مسلسله «المغنواتي» محققاً فشلاً ذريعاً لم يبدد طاقته في الدفاع عن أكذوبة، صحيح أنه لم يخرج ويعتذر لجمهوره، ولكنه فقط أسقط المسلسل من حسابه، وقدم بعدها حفلاً غنائياً تابعه الآلاف في المسرح والملايين على الشاشة.

الصراع على أشده الآن في الدراما كل نجم يعلن أنه الأول، متكئاً على رقم أشار إليه موقع إخباري، الأرقام الضخمة لكثافة المشاهدة في الدراما تشبه طلقات الرصاص بعضها ضرب في المليان والآخر ضرب ع الفاضي (فشنك)، زخات الدعاية المتتابعة المبالغ فيها ستكتشف مع مرور الزمن أنها «فشنك»!

التعليقات